سورة العنكبوت - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


{الم}.
{أحسب الناس أن يتركوا...} اية. نزلت في الذين جزعوا من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين. معناه: أحسبوا أن يُقنع منهم بأن يقولوا: إنَّا مؤمنون فقط، ولا يُمتحنون بما يُبيِّن حقيقة إيمانهم.
{ولقد فتنا الذين من قبلهم} اختبرنا وابتلينا {فليعلمنَّ الله} صِدقَ {الذين صدقوا} في قولهم: آمنَّا، بوقوعه منهم، وهو الصَّبر على البلاء {وليعلمنَّ} كذب {الكاذبين} في قولهم: آمنَّا، بارتدادهم إلى الكفر عن الدِّين عند البلاء، ومعنى العلم ها هنا العلم به موجوداً كائناً.
{أم حسب الذين يعملون السيئات} الشِّرك {أن يسبقونا} يفوتونا {ساء ما يحكمون} بئس حكماً يحكمون لأنفهسم بهذا الظَّنِّ.
{من كان يرجو لقاء الله} يخشى البعث {فإنَّ أجل الله} وعده بالثَّواب والعقاب {لآتٍ} لكائن.


{ولنجزينَّهم أحسن الذي كانوا يعملون} أَيْ: بأحسن أعمالهم، وهو الطَّاعة.
{ووصينا الإِنسان بوالديه حسناً} أمرناه أن يُحسن إليهما {وإن جاهداك} اجتهدا عليك {لتشرك بي ما ليس لك به علم} أنَّه لي شريك {فلا تطعهما} أُنزلت في سعد بن أبي وقَّاص لمَّا أسلم، حلفت أمُّه أن لا تأكل ولا تشرب، ولا يظلُّها سقف بيت حتى يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويرجع إلى ما كان عليه، فأُمر أن يترضَّاها ويُحسن إليها، ولا يُطيعها في الشِّرك. وقوله: {لندخلنَّهم في الصالحين} أَيْ: في زمرتهم وجملتهم، ومعناه: لنحشرنَّهم معهم. وقوله: {جعل فتنة الناس} أَيْ: أذاهم وعذابهم {كعذاب الله} جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله، ولا يصبر على الأذيَّة في الله. {ولئن جاء} المؤمنين {نصرٌ من ربك ليقولنَّ} هؤلاء الذين ارتدُّوا حين أُوذوا: {إنا كنَّا معكم} وهم كاذبون، فقال الله تعالى: {أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين} يعني: إنَّه علامٌ بإيمان المؤمن وكفر الكافر.
{وليعلمنَّ الله الذين آمنوا وليعلمنَّ المنافقين} هذا إخبارٌ عن الله تعالى أنَّه يعلم إيمان المؤمن ونفاق المنافق.
{وقال الذين كفروا} من أهل مكَّة {للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا} الطَّريق الذي نسلكه في ديننا {ولنحمل خطاياكم} أَيْ: إن كان فيه إثمٌ فنحن نحمله، قال الله تعالى: {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء} يخفِّف عنهم العذاب {إنهم لكاذبون} في قولهم؛ لأنَّهم في القيامة لا يحملون عنهم خطاياهم، ثمَّ أعلم الله عزَّ وجلَّ أنَّهم يحملون أوزار أنفسهم، وأثقالاً أخرى بسبب إضلالهم مع أثقال أنفسهم؛ لأنَّ مَنْ دعا إلى ضلالةٍ فاتُّبع فعليه مثل أوزار الذين اتَّبعوه، ثمَّ ذكر أنَّه يُوبِّخهم على ما قالوا فقال: {وليسألنَّ يوم القيامة عما كانوا يفترون} أَيْ: سؤال توبيخٍ.


{وتخلقون إفكاً} أَيْ: تقولون كذباً: إنَّ الأوثان شركاء الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6